للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وعللوا بناء هذا الضرب وهو المختص بالنداء، الذي لا يستعمل في غيره بأن قالوا: النداء يقتضي البناء، وهذه الأسماء مؤنثات، معارف، معدولات مناديات، وعلتان تمنعان الصرف، فغلبت هذه العلل على الاسم، فبعدته من التمكن جدًا فبني البتة، فإن استعمل منها شيء في غير النداء ففي ضرورة الشعر لا في الاتساع والنثر كما قال:

(أطوف ما أطوف ثم آوي ... إلى بيتٍ فعيدته لكاع) (١)

ومن ذلك فعال إذا أردت بها المصدر، أي المرة منه، كما قال:

(إنا احتملنا خطتينا بيننا ... فحملت برة واحتملت فجار) (٢)

أراد بفجار فجرة علمًا معرفة، وإن كان مصدرًا يراد به المرة من الفجور لأنه بإزاء قوله "برة"، فكأنه قال: فحملت "برة" واحتملت "فجرة"


(١) أطوف: أكثر الدوران، قعيدة البيت هي المرأة لأنها تطيل القعود فيه. لكاع: متناهية في الخبث، والأصل في هذه الزنة إذا كانت بهذا المعنى أن تكون مناداة، وهي مختصة بالنداء لا تتجاوزه، وقوم من النحاة يوجهون البيت على الأصل فيزعمون أن خبر المبتدأ هو قول محذوف، ولكاع منادى محذوف: مقول له يا لكاع، وعلى هذا فلا ضرورة فيه.
والشاهد للخطيئة، جرول بن مالك العبسي ( .. - ٤٥/ ٦٦٥).
الديوان: ٢٨٠، الجمهرة ٢: ٢٧٩، الكامل: ٢٢٣، شرح المفصل ٤: ٥٧، شرح ابن عقيل ١: ٧٠، اللسان (لكع)، الخزانة ١: ٤٠٨.
البيت من قصيدة للنابغة الذبياني يهدد بها زرعة بن عمرو الكلابي.
(٢) حملت برة: بروت، احتملت فجار: فجرت، وهو في الديوان: ٩٨، الكتاب ٢: ٣٨، الجمهرة ٢: ٨٢ الكامل: ٤١٤، مجالس ثعلب ٢: ٣٩٦، شرح المفصل ١: ٣٨، اللسان (برر، فجر، أنف) الخزانة ٣: ٦٥، والرواية في معظمها:
إذا اقتسمنا خطتينا بيننا.

<<  <   >  >>