للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثامن عشر: الدعاء:

فالدعاء من أعظم أسباب النصر والسلامة من الفتن، كيف وقد قال ربنا -عز وجل-: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: ٦٠] .

فثمرة الدعاء مضمونة-بإذن الله- إذا أتى الداعي بشرائط الإجابة؛ فحري بنا أن نكثر الدعاء لأنفسنا بالثبات، وأن ندعو لإخواننا بالنصر، وأن ندعو على أعدائنا بالخيبة والهزيمة.

وإذا اشتبه على الإنسان شيء مما اختلف فيه الناس فليدع بما رواه مسلم في صحيحه عن عائشة -رضي الله عنها- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «كان يقول إذا قام يصلي من الليل: اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل فاطر السماوات والأرض أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون؛ اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهتدي من تشاء إلى صراط مستقيم» (١) .

فإذا انطرح العبد بين يدي ربه وسأله التوفيق والهداية والصواب والسداد - فإن الله لن يخيب رجاءه، وسيهديه -بإذنه- إلى سواء السبيل؛ فقد قال -تعالى- فيما رواه مسلم في صحيحه: «يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم» (٢) .


(١) مسلم (٧٧٠) .
(٢) مسلم (٢٥٧٧) .

<<  <   >  >>