للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال ابن النحاس في "تنبيه الغافلين" ص٨٢: ولا نعلم أحدًا من العلماء ذهب إلى أن معنى {عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ} (١) أنه لا يلزمكم أن تأمروا بمعروف ولا تنهوا عن منكر؛ لأن ضلال غيركم لا يضركم، معاذ الله أن يذهب إلى هذا أحد غير الجهلة العوام الهمج الرعاع أتباع كل ناعق، إذا أمرت أحدهم بمعروف أو نهيته عن منكر قال: قال الله تعالى: {عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ} (٢) فيتأول الآية على غير تأويلها كما قال سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه ويردف إثم المعصية بإثم تفسير القرآن برأيه وهو من الكبائر كما سيأتي إن شاء الله تعالى، وما علم المسكين أن شؤم العاصي وعقوبته في الدنيا والآخرة، تعم المداهن الذي لم ينكر المنكر قطعًا. اهـ.

وبهذا تتبين الدلالة الواضحة على أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر داخل في قوله تعالى {إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} (٣) ويؤيده كثرة الآيات والأحاديث الدالة على وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما سبق ذكر طرف منها.


(١) سورة المائدة آية: ١٠٥.
(٢) سورة المائدة آية: ١٠٥.
(٣) سورة المائدة آية: ١٠٥.

<<  <   >  >>