كتاب القول البين الأظهر في الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

الباب الأول في القيام بالدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - توهم عدم وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ورده - ص: 51

٥- أن صدِّيق هذه الأمة أبا بكر رضي الله عنه دفع هذا الوهم حينما قرأ هذه الآية وأوضح معناها، وبيّن أنها لا تدل على ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّكُمْ تَقْرَءُونَ هَذِهِ الآية: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} (١) وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوُا الظَّالِمَ فَلَمْ يَأْخُذُوا عَلَى يَدَيْهِ أَوْشَكَ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللَّهُ بِعِقَابٍ مِنْهُ» (٢) رواه أبو داود والترمذي والنسائي بأسانيد صحيحة.

وفي رواية لأبي داود سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «مَا مِنْ قَوْمٍ يُعْمَلُ فِيهِمْ بِالْمَعَاصِي يَقْدِرُونَ عَلَى أَنْ يُغَيِّرُوا ثُمَّ لَا يُغَيِّرُوا إِلَّا يُوشِكُ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللَّهُ بِعِقَابٍ» (٣) .

وعند النسائي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إِنَّ الْقَوْمَ إِذَا رَأَوُا الْمُنْكَرَ فَلَمْ يُغَيِّرُوهُ عَمَّهُمُ اللَّهُ بِعِقَابٍ» (٤) (٥) .

---

(١) سورة المائدة آية: ١٠٥.
(٢) أبو داود: الملاحم (٤٣٣٨) , وأحمد (١ / ١) .
(٣) أبو داود: الملاحم (٤٣٣٨) , وأحمد (١ / ٩) .
(٤) الترمذي: الفتن (٢١٦٨) , وأبو داود: الملاحم (٤٣٣٨) , وابن ماجه: الفتن (٤٠٠٥) , وأحمد (١ / ٧) .
(٥) انظر أضواء البيان جـ٢ ص ١٦٩ -١٧٠، وانظر تنبيه الغافلين ص ٨١.