للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

إن الدعوة السلفية نظرت إلى المصالح والمفاسد نظرة شرعية مبنية على الدليل واتباعه مقترنة بالتقوى الصادقة، والبصيرة العلمية النافذة، والمعرفة بواقع المسائل معرفة واسعة، ولذا علموا يقيناً أن الشريعة المحمدية جاءت بتحصيل المصالح وتكميلها وتعطيل المفاسد وتقليلها، وأنها ترجح خير الخيرين وتدفع شر الشرين، وتحصل أعظم المصلحتين بتفويت أدناهما وتدفع أعظم المفسدتين باحتمال أدناهما، وترتكب أخف الضررين لدفع أعلاهما، فساروا على هذا الفقه الدقيق العميق في حياتهم العلمية والعملية والدعوية، فنفع الله بها واهتدى كثيرون إليها، لما اشتملت عليه من فقه المسائل وتنزيلها منازلها الصحيحة، إننا ننصح كل داعية على هذا المنهج السوي أن يكثر من النظر، ويعمل الفكر، ويجد في البحث العميق، ليقف على المصالح وطرق جلبها، ويعرف المفاسد وطرق دفعها، مع الإدراك التام للمتعلقات التي تتبع أقواله وأعماله وأفعاله وأحواله من فقه المصلحة والمفسدة.

<<  <   >  >>