السبب الثامن: اعتناؤها بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
لا ريب أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أصل أصيل من أصول الإسلام القويم، وركن ركين من أركان المعتقد الصحيح، معتقد أهل السنة والجماعة، ولقد اهتم الأئمة به أيما اهتمام، ووضعوه في عقائدهم ومؤلفاتهم إعلاماً بأهميته، وإيذاناً بأحقيته، لأنه سياج الدين به تحفظ الشريعة، وعليه مدار الكثير من الثواب، وهو من أهم مزايا الأمة، إذ هو سبب أكيد لخيريتها، وسر عظيم لبقائها وديمومتها، وعلامة لإيمانها، ودليل على قوتها، وهو المهم الذي ابتعث الله سبحانه له النبيين أجمعين، ولو طوى بساطه، وأُهمل علمه وعمله لتعطلت النبوة، واضمحلت الديانة، وعمت الفترة، وفشت الضلالة، وشاعت الجهالة، واستشرى الفساد، واتسع الخرق، وخربت البلاد، وهلك العباد، ولم يشعروا بالهلاك إلا يوم التناد.
وعليه: فلقد كان لأئمة الدعوة - رحمهم الله - مزيد عناية، وعظيم رعاية، لهذا الأصل، فاهتموا به توضيحاً وبياناً، وطبقوه عملياً وواقعاً حيوياً في المجتمع.