ولقد قام أئمة الدعوة - رحمهم الله - ببيان ذلك بياناً جلياً واضحاً في مؤلفاتهم ومصنفاتهم ورسائلهم، وطبقوه واقعاً عملياً مع ولاتهم ورعيتهم، مما أثمر نجاحاً بالغاً للدعوة، ومضي لها، واستمرار لمسيرتها، بآصرة التآخي، ووشيجة الاجتماع، ورحم الإسلام، ومن تتبع كتاب "الدرر السنية في الأجوبة النجدية" يجد كماً هائلاً من الأقوال المحررة والفتاوى المسطرة، في بيان لزوم الجماعة، والنهي عن الفرقة والاختلاف، وما نتج من الشر الواقع على الأمة إلا بالإخلال بهذا الأصل العظيم وتركه ونبذه وراء الظهر.
وعليه: فإن الحق واضح المعالم، لا يتعدد ولا يتغير ولا يتبدل، والحق لزوم جماعة المسلمين وعدم مفارقتها أو الخروج عليها، ومن أيقن بذلك وعمل به ودعا إليه سار على نهج قويم، وصراط مستقيم، وله - بإذن الله - العاقبة الحميدة، والنهاية السعيدة، والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل.