قلت: ما أشبه الليلة بالبارحة، فإن المؤلف هنا لم يأت بشيء جديد، بل هو كذب كالعادة، والحديث ما وجدته عند البيهقي ولا عند أحمد، ولذلك الموسوي لم يذكر الجزء والصفحة كالعادة، ولا الراضي كذلك عن المحقق، لأنه غير موجود أصلا، والموسوي والراضي لم يكونا أمينين في نقلهما، وإلا من يحترم نفسه وقرّاءه لا يفتري الكذب، مع العلم أنه ليس للبيهقي كتاب اسمه الصحيح..!! والموسوي لا يخفى عليه هذا، ولكنه الكذب والتمويه.
والحديث ذكره السيوطي في (اللآلئ المصنوعة) في الأحاديث الموضوعة في ج١ ص ٣٥٥ بلفظ مقارب لهذا اللفظ، وذكر قريبا منه كذلك الشوكانيّ في (الفوائد المجموعة) في الأحاديث الموضوعة تحت رقم ١٠٧٧، وقال:(قال ابن الجوزيّ: موضوع) وكذلك من أراد الرجوع فليرجع إلى (تنزيه الشريعة الموضوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة) في ج١ ص ٣٨٥.
هذه مجموعة أحاديث يستدل بها الموسوي على تقدم علي والبشري ساكت ولا يعلق شيئا..!! .
وذكر كذلك في المراجعة نفسها – أعني ٤٨ – في ص ٤١٤:
قال: قوله صلى الله عليه وسلم: (السُّبَّق ثلاثة، إلى موسى يوشع بن نون، وإلى عيسى صاحب يس (ياسين) ، وإلى محمد علي بن أبي طالب) قال [أخرجه الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس، وأخرجه الديلميّ عن عائشة، وهو من السنن المستفيضة] !! .
قلت: قوله: (من السنن المستفيضة) إن كان يقصد أنه مشهور فقط، ولا يندر أن يكون صحيحا، فهو صحيح لأن المستفيض هو المشهور، فإن الحديث من الأحاديث الموضوعة المشهورة جدا عند اهل العلم.
وان كان يقصد (مستفيض) أي صحيح، وهذا هو الظاهر، لأنه ذكره محتجاً به فهذا كذب..!! والحديث فيه حسين بن أبي السنيّ (كذاب) ، وفيه حسين الأشقر وهو متروك، والحديث موجود عند الطبراني في الكبير في ج١١ ورقم الحديث ١١١٥٢.