٨٧ - وأخرج ابن عساكر، عن الأوزاعي، قال: قدم عطاء الخراساني على هشام بن عبد الملك فنزل على مكحول، فقال عطاء لمكحول: ههنا أحد يحركنا؟ - يعني يعظنا - قال:(نعم، يزيد بن ميسرة فأتوه، فقال له عطاء: حركنا رحمك الله،
قال: نعم، كانت العلماء إذا علموا عملوا، فإذا عملوا شغلوا، فإذا شغلوا فقدوا، فإذا فقدوا طلبوا، فإذا طلبوا هربوا) قال: أعد علي، فأعاد عليه. فرجع ولم يلق هشاما (١٢).
[حماد بن سلمة وأمير العراق]
٨٨ - وأخرج الخطيب وابن عساكر، عن مقاتل بن صالح الخراساني قال: دخلت على حماد بن سلمة، فبينا أنا عنده جالس؛ إذ دق داق الباب فقال:(يا صبية أخرجي فانظري من هذا! فقالت: هذا رسول محمد بن سليمان الهاشمي - وهو أمير البصرة والكوفة - قال: قولي له يدخل وحده، فدخل وسلم فناوله كتابه، فقال: اقرأه فإذا فيه: (بسم الله الرحمن الرحيم من سليمان إلى حماد بن سلمة. أما بعد: فصبحك الله بما صبح به أولياءه وأهل طاعته. وقعت مسألة فأتينا نسألك عنها) فقال: (يا صبية هلمي الدواة!) ثم قال: لي: (اقلب الكتاب وكتب: أما بعد فقد صبحك الله بما صبح به أولياءه وأهل طاعته، إنا أدركنا العلماء وهم لا يأتون أحدا؛ فإن وقعت مسألة فأتنا فاسألنا عما بدا لك! وإن أتيتني، فلا تأتني إلا وحدك، ولا تأتني بخيلك ورجلك، فلا أنصحك ولا أنصح نفسي، والسلام) فبينما أنا عنده؛ إذ دق داق الباب فقال:(يا صبية أخرجي فانظري من هذا!) قالت: (هذا محمد بن سليمان، قال: (قولي له يدخل وحده) فدخل، فسلم ثم جلس بن يديه، ثم ابتدأ، فقال: ما لي إذا نظرت إليك امتلأت رعبا!؟ فقال حماد:
(سمعت ثابت البناني يقول: سمعت أنس بن مالك يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
(١٢) أخرجه أبو نعيم (٥/ ٢٣٤) في الحلية، وفيه عنعنة الوليد بن مسلم، وهو مدلسٌ.