= قُلْتُ: لم يتفرد به محمد بن مصعب. فقد رواه ابنُ حبان في "صحيحه" من طريق أيوب بن سويد عن الأزواعيّ به. وأيوب بن سويد ضعيفٌ أيضًا" أهـ.
قُلْتُ: وفي نقد البوصيري مؤاخذتان:
*الأولى: قوله: "هذا إسنادٌ حسنٌ" فإن هذا الحكم لا يستقيمُ مع بقية كلامه وظني أنه تحريفٌ من الناسخ أو الطابع. فقد نقل السندي عنه في "حاشيته" على ابن ماجه (٢/ ٤١٨) أنه قَالَ: "في إسناده محمد بن مصعب ... الخ".
*الثانية: قوله: "لم يتفرد به .. فقد رواه ابن حبان من طريق أيوب بن سويد عن الأوزاعيّ به" فهذا يدلُّ على أن أيوب بن سويد رواه مثل القرقساني عن الأوزاعي عن إسماعيل بن عبيد الله، عن أم الدرداء، عن أبي هريرة، وليس كذلك. وإنما يرويه أيوب بن سويد عن الأوزاعي عن إسماعيل عن كريمة عن أبي هريرة. فقد ظهر من هذا أنه خالفه ولم يتابعه. والله الموفق.
وقد خولف القُرْقُسَاني والبابْلُتِّي في إسناده.
خالفهما بشر بن بكر، فرواه عن الأوزاعيّ، عن إسماعيل بن عبيد الله، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء .. فذكره.
فصار الحديث من "مسند أبي الدرداء".
أخرجه الحاكم (١/ ٤٩٦) وقال: "صحيح الإسناد". ووافق الذهبيُّ. قُلْتُ: وهو كذلك، لولا أن بشر بن بكر له عن الأوزاعي افرادات، وقد تابعه عبد الحميد بن أبي العشرين، وفي حفظه مقال، فرواه مثل رواية بشر. ذكره المزي في "الأطراف" (١١/ ١٠٩) وقال: "وليس بمحفوظ".