الحمد لله أفضل الحمد وأكمله وأشمله، حمدا يوافي نعمه ويكافئ مزيده، والشكر لمولى الحمد ومستحقه على ما من به من التوفيق والهداية إلى سواء الطريق، وأنعم به من العرفان والتحقيق، والاتباع والتصديق، لنبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - الذي فضله على جميع الخلائق، وبعثه بخير الأديان والطرائق، وجعل أمته خير أمة أخرجت للناس، وأعاذ إجماعها المعصوم من كيد الخناس واتباع الوسواس، وحفظ فيها كتابه المبين وشرعه المتين، بقوله {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} وقوله - صلى الله عليه وسلم -: «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله». وقال - صلى الله عليه وسلم -: "ستفترق أمتي إلى اثنتين وسبعين فرقة كل فرقة منها تدعو إلى النار، والناجية منها فرقة واحدة، قيل: يا رسول الله من هم؟ قال: هم المتمسكون بما أنا عليه وأصحابي". والصلاة والسلام على أشرف خلقه سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فقد وصلني كتاب كريم، من أخ في الله صديق حميم، وهو الفقيه الأجل الصالح الفاضل الكامل شرف الدين أبو القاسم بن سليمان الحرازي بلدا المنسوب إلى بيت الحاري، وهو يستغيث إلى الله عز وجل ثم إلى المملوك، يريد الجواب على ثلاثة عشر سؤالا مشتملة على شبه