مضلة، وأوهام عند إشراق الحق مضمحلة، يستغوي داعي الإسماعيلية من حمقى الرجال وطغام الجهال من هو شبه المجانين في الدين، ومن الزنادقة الغاوين، الذين خدعهم الشيطان اللعين، الذين قال فيهم وفي أتباعهم أصدق القائلين:{فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب}. فما خص به سيدي من السلام فعليه وعلى من حضر مقامه الكريم أضعاف أضعافه، وليعلم الأخ في الله تعالى أن الدعاء له ولهم مبذول، ومن الجميع مسؤول، والرجاء في الله حسن القبول.
ثم حاصل ما يشير إليه في المكاتبة والأسئلة أن قال السائل في مكاتبته: ويُنهى تعريف خاطركم الكريم أنه قد ظهر في جهاتنا فتنة عظيمة من رئيس الإسماعيلية عندنا، وصار يدعو من جاوره من أهل السنة إلى الدخول في مذهبه وبدعته، ويذكر لهم الأحاديث الواردة في فضل علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه ويستدل بها على تعين خلافته كحديث «من كنت مولاه فعلي مولاه» وحديث «أنت مني بمنزلة هارون من موسى» وحديث المؤاخاة، إلى غير ذلك. ويحتج بها على أن عليا هو الوصي بالخلافة من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأن خلافة الثلاثة قبله معصية غير مرضية، مخالفة لنص رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. واستحل بذلك سب الصحابة رضي الله عنهم لتعاونهم على تقديم أبي بكر فمن بعده ظلما. وقد غر بهذه الشبهة خلقا كثيرا، وعظم ضرره على أهل السنة، ولم يقع