للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

خلف أحد من الخلفاء قبله؛ فكذب مفترى، وقد سبق تصريح علي نفسه بأنه بايع أبا بكر وعمر طائعا، وعلى ذلك انعقد الإجماع، لكن لم يبايع أبا بكر إلا بعد ستة أشهر من خلافته واعتذر إليه من تخلفه. وقد سبق في خطبة علي أيضا أن أبا بكر صلى بالناس في حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سبعة أيام، ولم يصل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خلف أبي بكر في تلك المدة، ولا معنى للسؤال عن ذلك، لأنه إنما أقامه نيابة عنه لعدم قدرته على الصلاة بالمسلمين، وكفى لأبي بكر فخرا قيامه مقام المصطفى - صلى الله عليه وسلم -.

وموضع قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - كان ملكا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، خلفه تركة بعده يصرف في المصالح، ولأزواجه بعده في ذلك حق السكنى كما لهن حق الإنفاق من صدقاته، ثم يصير فيئا للمسلمين، فلما قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - في حجرة عائشة رضي الله عنها بقي ذلك الموضع الباقي مستحقا لعائشة فيه السكنى، والبيت بيتها فأذنت لأبيها في ذلك. ثم استأذنها عمر عند موته وأمر باستئذانها بعد موته أيضا فأذنت له حيا وميتا. وقد سبق ذكر قول علي في عمر: إني كنت لأرجو أن يجعلك الله مع صاحبيك. وروي أنه - صلى الله عليه وسلم - مر بقبر يحفر فقال: قبر من هذا؟ فقالوا: قبر فلان الحبشي، فقال: "سبحان الله سيق من أرضه إلى الأرض التي خلق منها". وقال علي: إني لأعلم لأبي بكر وعمر فضيلة ليست لأحد خلقا من تربة خلق منها النبي - صلى الله عليه وسلم -. أورده المحب الطبري. وكفى بهذه شهادة من المصطفى ومن علي لهما بأن جعلهما عنده أكبر المناقب. فكيف يصادم عدو الله قولهما، ويجعل ذلك من أقبح المثالب.

<<  <   >  >>