للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتقصي جميع حالات النصح الصادق وأطواره؛ وذلك أن الله - سبحانه وتعالى - قد ذكر إهلاكه لمن أهلكهم من المكذبين فبين أنه لم يهلكهم بتكذيبهم الأول ولا الثاني ولا الثالث وإنما كلما كذبوا لم يمنع ذلك التكذيب رسلهم ودعاتهم من دعوتهم وزيادة البيان لهم والتلطف في النصح وضرب الأمثال لهم، بل إن الله - سبحانه وتعالى - لم يذكر في القرآن إهلاكه لمكذبين من السابقين إلا ويذكر كيف دام إنذارهم وتواصل نصحهم قبل ذلك حتى لم يبق لإنسان أن يخطر بباله أن الحجة لم تقم عليهم وأن سفهاءهم قد علموا حقيقة الدعوة وتبينوها فضلًا عن الملأ منهم وعامتهم ولقد ذكر الله - سبحانه - نصح نوح لقومه بأطواره ودوامه وقوته وكثرته قبل إهلاكهم، وعزز - سبحانه - بثلاثة رسل لأهل قرية واحدة ثم سرد نصح مؤمنهم قبل حلول الهلاك بهم، وكذلك قوم فرعون فهذان رسولان ينذران وسرد الله - سبحانه وتعالى - نصح المؤمن الذي كان يكتم إيمانه وكان منهم وهو يذكرهم بما هم فيه من نعمة الملك ويحذر من الاعتداء على موسى وأخيرًا يتنزل معهم كل التنزل في النصح ليتركوا موسى وشأنه: {وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ} .. (١) الآية..


(١) غافر: ٢٨.

<<  <   >  >>