ما رتب الله - سبحانه وتعالى - على بيعة الرضوان من إثابة المؤمنين بالفتح القريب ومغانم كثيرة يأخذونها في خيبر، وكف أيدي الناس عنهم، وفتح مكة لهم بعد ذلك دون عناء قتال؛ إنما كان لما علم في قلوبهم من الإيمان الخالص له الصادق الكامل، فأثابهم كل ذلك الثواب بناءً عليه.
وهنا نرى الإيمان الخالص لله إذا علمه - تعالى - في قلوب عباده أثابهم عليه فتحًا دون قتال ومغانم كثيرة، كم قاتلوا من قبل فلم يجدوا مثلها!
إن الله - سبحانه وتعالى - قد أثاب المؤمنين بكل تلك البشائر والفتوح، لا لجهادهم ولا لسعيهم إلى العمرة، وإنما لشيء علمه في قلوبهم، {فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا}{وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً} .. .