للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المبحث الثاني

الجماعة المناصرة

مما لا شك فيه أن كل دعوة من الدعوات أيًا كانت لا بد لها من جماعة تنهض بها وتناصرها، وأن وجود الجماعة هو العامل الأساس في قيام الدعوة ورسوخها وبقائها، ووجود الجماعة المناصرة لدعوة الحق هو أول عامل في تمكينها وتحقق العاقبة لها.

ولقد ذكر الله - سبحانه وتعالى - هذا في كتابه وبين أن وجود الجماعة المؤمنة المناصرة هو التأييد منه - سبحانه - لدعوة الحق، والسبب الظاهر في تحقق النصر، قال - سبحانه وتعالى - لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: {وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ} (١) ، قال ابن كثير: "أي جمعهم على الإيمان بك، وعلى طاعتك ومناصرتك، ومؤازرتك" (٢) . فالجماعة التي تكون عاملًا أساسيًا في ظهور دعوة الحق وتمكينها، لا بد لها من أمرين:

١- أن تكون مؤمنة.

٢- أن تكون مناصرة لدين الله حق المناصرة.


(١) الأنفال: ٦٢.
(٢) تفسير ابن كثير (٢ / ٣٣٦) .

<<  <   >  >>