للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العامل السابع

مسايرة الوضع الملائم في حدود مرضاة الله

(الحكمة في الدعوة)

مسايرة الوضع الملائم في حدود مرضاة الله - سبحانه وتعالى - تلك قضية بارزة نراها بجلاء في دعوات الأنبياء التي ذكر الله في كتابه أطوار تمكينها ومراحل انتقالها من الضعف إلى القوة، مثل دعوة نبي الله موسى ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ومسايرة الوضع الأنسب والملائم والموافق لرضا الله - سبحانه وتعالى - تبرز في تلك الدعوات من خلال ما كان يربها به الرب - سبحانه - من أوامر وتوجيهات.

كانت تأتي تلك الأوامر والتوجيهات لجماعة أهل الإيمان بما يجعلها في أمان من الصدام والذي ينسفها أو يخضد شوكتها وهي لا زالت في حالة من ضعف، مما يجعلنا نرى تلك العناية والرعاية الربانية جلية واضحة مسايرة وملائمة لبقاء الدعوة وأفرادها من الاجتياح الكاسر الغاشم، وخير مثال لذلك ما كان عليه الصلاة والسلام من الاستسرار بالدعوة وعرضها على من يثق به ويطمئن إليه حتى جاءه بعد ثلاث سنوات من تلك الحال قوله - تعالى -: {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ} (١) .


(١) الحجر: ٩٤.

<<  <   >  >>