للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي هذه الآية نرى كيف بلغ الاعتناء بالتجنيد والجيش لتلك الدولة ذات الملك العظيم وحمل دعوة الحق وتبليغها ذلك المبلغ العظيم، ونلمح ذلك الاعتناء من لفتات في الآية تبرز عند تأملها.

وإليك هذه اللفتات مجملة في النقاط التالية:-

(١) اللفتة الأولى:-

كثرة الجند وبلوغه من الكثرة عددًا هائلًا وذلك نلمحه في كلمة "حشر".

وكلمة {جُنُودُهُ} في قوله - تعالى -: {وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ} . قال الراغب عند مادة "حشر": "الحشر إخراج الجماعة عن مقرهم.. ولا يقال الحشر إلا في الجماعة. قال - تعالى -: {وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ} وقال - تعالى -: {وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً} وقال: {لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا} .. وقال: {وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ} (١) .

أما كلمة {جُنُودُهُ} في الآية فالجنود جمع الجمع، فهي جمع الجند؛ فإنه يقال - في الأصل - لكل مجتمع جند، وجمع الجند جنود وأجناد (٢) .


(١) المفردات: ١١٩
(٢) انظر المفردات كذلك: ١٠٠.

<<  <   >  >>