للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعد ذلك من نعمائه على الخلق وقال - تعالى - في سورة النحل: {وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ} (١) فعد - سبحانه وتعالى - استخدام ما أنتجته الصناعة من نعمائه وجوده راجعًا إلى تعليم منه واستخدام البشرية له في شؤون حياتها من تمام نعمته عليهم التي ينبغي لهم إذا ذكروها وتلبسوا بها أن يزدادوا انقيادًا للخالق المنعم الذي ألهمهم إياها ويسلموا له، ولقد بين الله - سبحانه وتعالى - في موضع آخر من كتابه أنه هو الذي علم داود تلك الصناعة حتى في دقائق من إحكامها وإتقانها قال - تعالى -: {أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} (٢) قال قتادة: "وهو أول من عملها - أي الدروع - من الخلق وإنما كانت قبل ذلك صفائح" (٣) أما السرد، فقال ابن عباس - رضي الله عنه -: "هو حلق الحديد" (٤) قال سيبويه: [معنى سرد الدروع إحكامها وأن يكون نظام حلقها ولاء غير مختلف..] (٥) ، قال ابن كثير - رحمه الله -: "هذا إرشاد من الله - تعالى - لنبيه داود - عليه السلام - في


(١) النحل: ٨١.
(٢) سبأ: ١١.
(٣) راجع تفسير ابن كثير ٣ / ٥٣٥.
(٤) المرجع السابق.
(٥) فتح القدير للشوكاني ٤ / ٣١٦.

<<  <   >  >>