فإعطاء الله لنبيه سليمان - على نبينا وعليه الصلاة والسلام - النحاس بهذه الكمية والكيفية يدل على أن هناك استعمالات كثيرة له وهو المعدن العريق في منتجات الصناعة ومن أهم معادنها الذي تقوم عليه، ولذلك جاء التعبير بعمل الجن في صنائع الصناعة لسليمان عقيب ذكره - تعالى - لإسالة عين النحاس لسليمان، ولو لم يكن هناك إعمال لهذا المعدن في استخدام وصناعات لما كان هناك فائدة وطائل من إعطاء سليمان كل هذه الكمية منه، وبيانه - سبحانه - أنها من نعمائه وعطاياه التي أعطى سليمان وامتن بها عليه.
كل هذا يشهد بأن الاهتمام بالصناعة هو شأن الدولة المُمَكَّن لها المؤمنة المجاهدة لإعلاء كلمة الله، وأن ذلك مظهر من مظاهر تمكينها ومن نعم الله التي يتوجب شكرها وردها إليه - سبحانه -.