للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القسم الثاني: ما ذكره - سبحانه وتعالى - في كتابه من منتجات الصناعة مثل سفينة نوح والدروع - السابغات - وسد ذي القرنين وما ذكره - سبحانه وتعالى - لسليمان - على نبينا وعليه الصلاة والسلام - من ذلك، ولقد عرض القرآن هذا القسم عرضًا يختلف عما في القسم الأول فلقد سمى تلك الصناعات بأعيانها ولكنه لم يأمر بها أو لم يوجه تجاهها أمرًا للمؤمنين بإعدادها أو نحوه كما سبق في القسم الأول، بل جعل منها ما هو آية وموضع عبرة لهم وبين - سبحانه - أن طريق النجاة كان بواسطتها مثل سفينة نوح قال - تعالى -: {وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ} {وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ} (١) . وقال - تعالى -: {وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ} {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ} {وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} (٢) .

وامتنَّ - سبحانه وتعالى - على بني الإنسان كذلك بصناعة السفينة والدروع وبيَّن أنها من نعمائه واستحثهم لشكر تمتعهم بها، وجعل السد من رحمته.


(١) يس: ٤١ - ٤٢.
(٢) القمر ١٣ - ١٥.

<<  <   >  >>