للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولقد أحسن التوجيه والإيراد الإمام الشوكاني - رحمه الله - في تفسيره حين قال عند قوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (١) : "وينبغي أن يكون الذكر في هذه الحالة بما قاله أصحاب طالوت - {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} -" (٢) .

إن الضراعة إلى الله عامل عظيم من عوامل نصر الله لدعوة الحق وتمكينها، وها هي دعوات المرسلين وأتباعهم من المؤمنين لا يكاد يذكر الله نصره لها إلا ويذكر قبله ضراعتهم ودعاءهم إذ به يستنزل النصر، ويعلم - سبحانه وتعالى - من تلك الطائفة صدق توجهها إليه فيرضى عنهم ويحقق لهم النصر، ولقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يركز على هذا العامل ويهتم به ويتطلبه ويسعى إلى من يكون مظنة حصوله وهم الضعفاء والفقراء من المؤمنين الذين يرحم الله بهم الجميع. فينزل نصره - سبحانه - على جماعة المسلمين بدعوات أولئك الضعفاء الصادقين.


(١) الأنفال: ٤٥
(٢) فتح القدير (٢ / ٣١٥) .

<<  <   >  >>