عن النواس بن سمعان رضي الله عنه في حديثه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما ذكر لهم عن الدجال - وهو حديث طويل عند مسلم وغيره - جاء فيه من قوله - عليه الصلاة والسلام -: ( ... «إذ أوحى الله - تعالى - إلى عيسى - صلى الله عليه وسلم - أني قد أخرجت عبادًا لي لا يدان لأحد بقتالهم - أي لا طاقة لأحد بقتالهم - فحرز عبادي إلى الطور، ويبعث الله يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون ... ويُحصر نبي الله عيسى - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه حتى يكون رأس الثور لأحدهم خيرًا من مئة دينار لأحدكم اليوم، فيرغب نبي الله عيسى - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه - رضي الله عنهم - إلى الله تعالى، فيرسل عليهم النغف في رقابهم - النغف: دود - فيصبحون فرسى كموت نفس واحدة، ثم يهبط نبي الله عيسى - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه - رضي الله عنه - إلى الأرض» ... )(١) الحديث.
وهنا نرى دور الضراعة إلى الله وأنها كانت هنا العامل الوحيد في هذا المأزق النصر الذي نصر الله به عيسى - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه وأنجاهم وأظهرهم على الأرض.
(١) صحيح مسلم، كتاب الفتن، باب ذكر الدجال (١٨ / ٦٣ـ٧٠) .