للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وسبب كل ذلك الرغد في العيش والبركة وزوال الأخطار حتى من الحيوانات، والتمكين من كل شئ في الأرض هو إقامة الدين في الأرض فقد أقام عيسى ابن مريم - على نبينا وعليه الصلاة والسلام - دين الله في الأرض كلها ولم يبق منها بقعة إلا كانت على الإسلام، فانعدمت مساحة المعاصي على الأرض التي كانت تكدر العيش، وتقتل الطيور في أوكارها، فرجع ذلك التسخير الذي سخره الله للإنسان في كل شيء في الأرض من قبل، وهكذا يحصل دائمًا حين يقام الدين على مساحة أكبر من الأرض ولو لم تستوعب الأرض جميعًا فيحصل من التمكين وهناءة العيش وبركته قريبًا من هذا، والذئب حين رعى الغنم في عهد عمر بن عبد العزيز ليس ذلك بكذب ولا أساطير وإنما حقيقة من حقائق التمكين حين يُقام الدين، تشهد لها نصوص القرآن، وصحاح السنة، وسجلات التاريخ. فقد ذكر ابن سعد في الطبقات وأبو نعيم في الحلية عن مالك بن دينار قال: (لما ولي عمر بن عبد العزيز رحمه الله قالت رعاة الشاء في رؤوس الجبال: من هذا الخليقة الصالح الذي قام على الناس؟ قال: فقيل لهم: وما أعلمكم بذلك؟ قالوا إنه إذا قام خليفة صالح كفت الذئاب والأسد عن شائنا) (١)


(١) وقد ساق هذه الحادثة بالسند الإمام الآجري في كتابه (أخبار أبي حفص عمر بن عبد العزيز) ، وحكم محقق الكتاب على السند بالصحة. (أخبار عمر أبي حفص) تحقيق عبد الله العسيلان (٥٠) .

<<  <   >  >>