للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هذا العنوان فيه سجعة جميلة؛ ولكن ليس السبب في اختياره حلاوة السجع؛ ولكن لأن التمكين كلمة أعم وأشمل من النصر وسائر الألفاظ الدالة على الغلبة والقوة؛ لأنها كلمة تدل على التهيئة والتثبيت والقوة والغلبة والنصر العزيز الثابت الراسخ وهذا سر استعمال القرآن لها، أما "دعوات المرسلين" فلأن كل دعوة لرسول قد يظهر فيها عامل من عوامل النصر أكثر من غيره فدعوة نبي الله موسى - على نبينا وعليه الصلاة والسلام - ظهر فيها عامل الصبر أكثر من غيره، ولذا قال - سبحانه -: {وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا} (١) ودعوة نبي الله سليمان - على نبينا وعليه الصلاة والسلام - جاء فيها عامل تجنيد الجند وتجييش الجيوش، في سبيل نصرة الدين أكثر من أي دعوة أخرى {ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا} (٢) الآية وأما كلمة المرسلين فلأمرين:-


(١) الأعراف (١٣٧)
(٢) النمل (٣٧) .

<<  <   >  >>