للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية أثرًا يشهد لذلك فقال بعد كلام عن أهل الكتاب وما معهم من إيمان: ( ... ولهذا يروى "الله ينصر الدولة العادلة وإن كانت كافرة ولا ينصر الدولة الظالمة وإن كانت مؤمنة") (١) .

أما عند توافر عوامل النصر وموانع الخسران عند الجماعة المؤمنة وتوافر موانع الخسران الأربعة كذلك عند عدوهم من جماعة باغية أو دولة كافرة فإن الجماعة هنا تزيد عليهم وتفضلهم بالإيمان والعمل الصالح، وكفى بذلك نصرًا وقوة: {إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ} الآية، (٢) وكما قال - تعالى -: {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} (٣) .

تلك هي مرتبة السلامة من الخسران التي حددتها السورة، ومتى توافرت موانع الخسران المذكورة في جماعة ما فقد بلغت مبلغ التأهيل للتمكين إذا قامت بمطالبه والسعي تجاهه، وهي مرتبة ضرورية تُبنى عليها المراتب والمراحل الأخرى، فما بعد السلامة من الخسارة إلا نيل الظفر والفوز والظهور.


(١) مجموع الفتاوى (٦٣ / ٢٨) .
(٢) النساء: ١٠٤.
(٣) آل عمران: ١٣٩.

<<  <   >  >>