للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والآن وبعد أن تبين دور الفئة الموقنة في تحقيق نصر الله لطالوت ومن معه نرى كذلك دور الإيمان الخالص في بيعة الرضوان، وأن الفتح والمغانم وبشائر التمكين ما كانت إلا ثوابًا له، ونرى مدى حرص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على توفير هذا العامل العظيم من عوامل النصر وتطلبه، ونرى كذلك شدة حرصه على نفي ما يوهن منه أو يضعفه في النفوس، أو يعكر صفاءه أو ينقص كماله، فلقد كان - عليه الصلاة والسلام - يحرص على أن يوفر من يتوافر فيهم الإيمان الخالص المجرد في صفوف جيشه، ويحرص على خروجهم معه، ويحض صحابته على معرفة قدرهم وأنهم سبب نصر الله لهم، فيقول صلى الله عليه وسلم: «أبغوني الضعفاء فإنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم» (١) . ويقول - عليه الصلاة والسلام -: «إنما ينصر الله هذه الأمة بضعيفها، بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم» (٢) . وذلك أن الضعفاء إذا كانوا أهل صلاة ودعاء وإخلاص بحق أهل الإيمان الخالص لله السالم من الشوائب؛ لأنهم لضعفهم لا يتعلقون بسبب إلا بالخالق - سبحانه وتعالى -. وهذا هو عامل النصر الرئيس.


(١) سنن أبي داود، الجهاد، باب في الانتصار برذل الخيل والضعفة (٣ / ٣٢) .
(٢) سنن النسائي. الجهاد، باب الاستنصار بالضعيف (٦ / ٤٥) .

<<  <   >  >>