للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وبهذا يتبين لنا أن الله - سبحانه وتعالى - كان ينهج برسوله صلى الله عليه وسلم مناهج المرسلين قبله، ويحدد له معالم تمكين الدين في قصصهم ويأمره باتباعها، وكان صلى الله عليه وسلم يتحرى ذلك المنهج في دقائق الأمور من نصرته للدين، فقد قال لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه حين تركه بالمدينة في أهله وخرج لغزوة تبوك: «أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي» ....) (١) مما يدل على أنه صلى الله عليه وسلم في تركه لعلي رضي الله عنه كان يترسم ما فعله موسى - عليه السلام - من استخلاف أخيه، وقوله له: {اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ} (٢) وقوله صلى الله عليه وسلم حين استشار أصحابه في شأن أسرى بدر: ( ... «إن مثلك يا أبا بكر كمثل إبراهيم - عليه السلام - قال: {فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (٣) ، ومثلك يا أبا بكر كمثل عيسى قال: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (٤) ، وإن مثلك يا عمر كمثل نوح، قال: {رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى


(١) أخرجه البخاري (٣٧٠٦) ومسلم (٢٤٠٤) والترمذي (٣٧٢٤) .
(٢) الأعراف (١٤٢) .
(٣) سورة إبراهيم (٣٦) .
(٤) المائدة (١١٨) .

<<  <   >  >>