للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إن بني إسرائيل لم يجدوا عند نبيهم حلًا لهذا الأمر سوى الاستعانة بالله والصبر وبشائر في المستقبل ستنالهم إن أحسنوا الاستعانة بالله والصبر على هذا النكال، ولكن الأمر يطول والعذاب يشتد، والأمر يأتي من الله ببناء بيوت في مصر ولم يأت حسب ما يتوقع من أمرهم بالفرار، أو ردَّ الأذى ووعدهم بالنصر، أو ارتفاع أذية الفراعنة أو إهلاكهم، كل ذلك لم يحدث، وإنما جاء الأمر من الله ببناء البيوت! وبناء البيوت يدل على أن الحال سيطول على ذلك، والبيوت إنما هي للاختفاء وإقامة الصلاة فيها، فالبلاء لم يزدد إلا شدة وبشائر لا أثر لها ولا خبر عنها في الواقع المحسوس، قال - تعالى -: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} (١) .


(١) يونس: ٨٧.

<<  <   >  >>