للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

جابر بن زيد؟ (١)، وسأله رجل مصري عن مسألة فقال رضي الله عنه: تسألوني وفيكم ابن حجيرة؟ يعني: عبد الرحمن بن حجيرة الخولاني (٢)، وكان رضي الله عنه بعدما عمي إذا أتاه أهل الكوفة يسألونه قال: تسألوني وفيكم ابن أم دهماء؟ يعني: سعيد بن جبير (٣).

وسأل سائل عطاء بن أبي رباح عن مسألة فقال: ممن أنت؟

فقال: من أهل البصرة، فقال عطاء: تسألوني وفيكم قتادة (٤).

واستفتى رجل سعيد بن جبير فقال: أتستفتوني وفيكم إبراهيم؟ يعني: النخعي (٥).

وهذه العناية الظاهرة بالعلم والفقه نتيجة لمعرفة أثر الفقه في المجتمع والحياة واستحضار ما يترتب على كفاءة الفقيه وعدم كفاءته من الأحوال الصالحة والفاسدة، ولذا فقد كان أهل العلم يشددون في شرط الأستاذ والطالب على حدٍّ سواء، ويؤكدون على أهمية التزام منهجية منضبطة في التفقه والتعلم يتلقاها المتفقه عن الشيوخ الأكابر الذين يتعاهدون ملكة الفقه في نفوس طلابهم ويرعونها حتى تنضج وتعود كالخلق الراسخ فتمتد بذلك أسباب الوراثة العلمية الراشدة (٦).


(١) انظر: حلية الأولياء، أبو نعيم (٣/ ٨٦).
(٢) انظر: أخبار القضاة، وكيع (٦٣٣).
(٣) انظر: الطبقات الكبرى، ابن سعد (٨/ ٣٧٥).
(٤) انظر: الأسامي والكنى، الحاكم الكبير (٣/ ٥٥).
(٥) انظر: الطبقات الكبرى، ابن سعد (٨/ ٣٨٩).
(٦) انظر: الموافقات، الشاطبي (١/ ١٤٢)، وانظر الفصل الذي عقده ابن خلدون في: أن الرحلة في طلب العلوم ولقاء المشيخة مزيد كمال في التعليم، المقدمة (٥/ ٢٨٩).

<<  <   >  >>