للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

إدريس (١)، وقريب من هذا قول أبي حامد الغزالي (ت ٥٠٥ هـ): (إذا لم يتكلم الفقيه في مسألة لم يسمعها ككلامه في مسألة سمعها فليس بفقيه) (٢).

وقال بدر الدين الزركشي (ت ٧٩٤ هـ): (عُلم من تعريفهم الفقه باستنباط الأحكام أن المسائل المدونة في كتب الفقه ليست بفقه اصطلاحًا، وأن حافظها ليس بفقيه، وبه صرح العبدري في باب الإجماع من شرح المستصفى. قال: وإنما هي نتائج الفقه، والعارف بها فروعي، وإنما الفقيه هو المجتهد الذي ينتج تلك الفروع عن أدلة صحيحة، فيتلقاها منه الفروعي تقليدًا ويدونها ويحفظها. ونحوه قول ابن عبد السلام: هم نقلة فقه لا فقهاء) (٣).

وقال ابن رشد الحفيد (ت ٥٩٥ هـ): (فإن هذا الكتاب إنما وضعناه ليبلغ به المجتهد في هذه الصناعة رتبة الاجتهاد إذا حصَّل ما يجب له أن يحصل قبله من القدر الكافي له في علم النحو واللغة وصناعة أصول الفقه، ويكفي من ذلك ما هو مساوٍ لجرم هذا الكتاب أو أقل، وبهذه الرتبة يسمى فقيهًا لا بحفظ مسائل الفقه، ولو بلغت في العدد أقصى ما يمكن أن يحفظه إنسان، كما نجد متفقهة زماننا يظنون أن الأفقه هو الذي حفظ مسائل أكثر،


(١) تهذيب الأسماء واللغات (١/ ٦٢).
(٢) حكاها عنه الزركشي في البحر المحيط (١/ ٢٤) نقلًا عن ابن الهمداني (ت ٥٢١ هـ) في كتابه ((طبقات الحنفية والشافعية)).
(٣) البحر المحيط (١/ ٢٣).

<<  <   >  >>