للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فالتوسع في العلم بامتداد الزمان لا تقتصر آثاره على الجانب العلمي والمعرفي للفقيه، بل تمتد إلى الجانب السلوكي والتربوي، وإلى الطبيعة النفسية للفقيه ذاته.

قال أيوب السختياني (ت ١٣١ هـ): (أجسر الناس على الفتيا أقلهم علمًا باختلاف العلماء، وأمسك الناس عن الفتيا أعلمهم باختلاف العلماء) (١)، وقال ابن أبي زيد القيرواني (ت ٣٨٦ هـ): (وإنما ينظر في الخلاف ويحكي أقوال العلماء من اتسع في العلم، ولا يحل أن يؤمر الضعيف بتعلم مسائل الخلاف، وإدخال الحمية على الأئمة في صدره، وليبدأ بإحكام فرائضه، فما أثبح هذا الأثر في الإسلام) (٢).

وهذه الشرائط التي يذكرها الأصوليون للفقيه المجتهد يمكن تصنيفها إلى أربعة أنواع (٣):

١ - دراسة مصادر الاجتهاد.

٢ - دراسة السوابق الفقهية.

٣ - دراسة لغة النص التشريعي.

٤ - دراسة بيئة المجتمع الذي يعيش فيه المجتهد.

وهذه الشروط تضم إلى ملكة الفهم والاستنباط ملكة القدرة على التنزيل على الوقائع وتحقيق المناطات، والفقيه يفتقر في هذا


(١) جامع بيان العلم وفضله، ابن عبد البر، باب من يستحق أن يسمى فقيهًا (١٥٢٥).
(٢) الذب عن مذهب مالك، ابن أبي زيد (١/ ٣٠٨).
(٣) انظر: مقدمة في دراسة الفقه الإسلامي، د. محمد الدسوقي ود. أمينة الجابر (٥٦).

<<  <   >  >>