للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ثانياً: إلصاق الفلسفة بالإسلام:

في العصور الوسطى المسيحية أخذت الفلسفة طابعاً دينياً ممزوجاً بالفكر اليوناني، وقد سلك بعض المسلمين من أمثال ابن سينا والفارابي وابن رشد نفس المسلك تقريباً، فكانت فلسفاتهم، محاولة للتوفيق بين الإسلام والفلسفة اليونانية ٢.

ثم سلك مسلك أولئك عدد من المسلمين عبر السنين التي تلت تلك الفترة برغبة إلصاق الفلسفة بالإسلام، وأنها من الإسلام، وفي الإسلام استنارت وظهرت بالشكل اللائق، وهذا الزعم الذي ينادون به في الملأ نابع من "مرض نفوسهم وضعف في عقولهم، يودون أن يثبتوا أن في الإسلام كل ما يرونه قد درج في أسواق العالم المتحضر مادياً" ٣ ظانين أن ذلك خدمة جليلة يؤدونها للإسلام، فكأن الإسلام في أعينهم ولد يتيماً ساقطاً لا يعش إلا إذا جعل تحت رعاية رجل ذي جاه ونفوذ، أو هم يخافون أن لا تكون لهم عزة ما لم ينالوا شيئاً من الشرق ٤. أو الغرب.

وهذه بعض النماذج من الأقوال التي تحاول بكل الوسائل أن توجد فلسفة إسلامية.


١ عبد الرحمن صالح عبد الله، المنهاج الدراسي وصلته بالنظرية التربوية الإسلامية، (٤٤) .
٢ أحمد علي الفنيش، أصول التربية، مرجع سابق، ص (١٧) .
٣ أبو الأعلى المودودي، نظرية الإسلام، مؤسسة الرسالة، بيروت، عام ١٩٨٠م، ص (٩) .
٤ المرجع السابق (١٠)

<<  <   >  >>