للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

لاعتبر ذلك مدعاة للحرب، ولكن ذلك يحدث الآن من خلالنا نحن الذين سمحنا به، لقد بددنا هدر المكاسب التي حصل عليها في رفع مستوى التحصيل التعليمي لطلابنا بعد التحدي الذي واجهناه بإطلاق القمر الصناعي (سبوتنك SPOT NECK) ، ولكن هذا التدني عمل بلا تفكير وعملية نزع لسلاح التعليم) ١.

لهذا شعرت الأمة الأمريكية بخطأ خططها ونظمها التعليمية، واعتبروها حرباً لو أنها فرضت عليهم فرضاً جبرياً من أمة من الأمم.

أما المسلمون فبالرغم من معرفتهم لمنابع الخطر إلا أن جانب التقليد قد أخذ نصيبه، حيث ظهرت المحاكاة لهم في ملبسهم ومأكلهم ومشربهم.

والمشابهة في الظاهر تورث نوع مودة ومحبة وموالاة في الباطن، كما أن المحبة في الباطن تورث المشابهة في الظاهر، وهذا أمر يشهد به الحس والتجربة ٢.

وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لتتّبعن سنن من كان قبلكم شبراً شبراً، وذراعاً ذراعاً، حتى لو دخلوا جحر ضبّ تبعتموهم، قلنا يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال: فمن؟ ” ٣.

وقال صلى الله عليه وسلم: “لا تقوم الساعة حتى تأخذ أمتي بأخذ القرون قبلها شبراً بشبر وذراعاً بذراع، فقيل، يا رسول الله كفارس والروم؟ فقال: ومن الناس إلا أولئك” ٤.


١ أمة معرضة للخطر، ترجمة وعرض، يوسف عبد المعطي، مكتب التربية العربي لدول الخليج، تقرير مقدم من اللجنة الوطنية المكلفة بدراسة وسائل تحقيق التفوق والسبق في التعليم بالولايات المتحدة الأمريكية عام ١٩٨٣، ص (١٢) .
٢ ابن تيمية، اقتضاء الصراط المستقيم، ص (٢٢١) .
٣ البخاري (٤/٣٦٨) ، برقم (٧٣٢٠) .
٤ البخاري (٤/٣٦٧) ، برقم (٧٣١٩) .

<<  <   >  >>