للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

القليل يدعو إلى الكثير، ثم يتدرج شيئاً فشيئاً حتى يكون العبد منهم” ١.

وكثير من الأنظمة الأجنبية يشكل تهديداً أكيداً لقدراتنا على الارتباط بديننا وتهديداً لما نؤمله من أن نكون أمة تحترم ذاتها، وقد ترتب على هذه الازدواجية آثار بعيدة المدى، أهمها الانشطار والثنائية في الكيان الاجتماعي والفكري ٢. فهناك من يرى اتفاق هذه المصطلحات مع الإسلام، وهناك من يراها على عكس ذلك، ومنهم من يحاول التوفيق بينها، ومن تلك المصطلحات الغربية التي غزت بعض بلداننا الإسلامية وأصبحت شعاراً يستخدم في المجالات المعرفية ما يلي:

[الديمقراطية]

إن هذا المصطلح يستعمل في الغرب بالمعنى الذي أعطته إياه الثورة الفرنسية، ويقصد به الدلالة على المساواة في الحقوق السياسية والاجتماعية والاقتصادية لجميع المواطنين، ورقابة الأمة على الحكومة عن طريق هيئة نيابية يشترك في انتخاب أعضائها جميع البالغين من أفراد الشعب، ويشمل أيضاً حق الشعب المطلق في أن يشرع لجميع الأمور العامة بأغلبية أصوات نوابه ٣، كما يقوم على إعطاء الحريات في العقيدة والرأي والتملك ٤.

“وتلك صورة تحمل في طياتها بريقاً مذهلاً، غير أنها عند التحليل تبدو خيالية، بعيدة عن الواقع الذي يشهد باصطدام هذا المذهب بمبادئ الإسلام القائم على


١ عبد الرحمن السعدي، تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان (١/٤٩٤) .
٢ أنور الجندي، التربية وبناء الأجيال في ضوء الإسلام، مرجع سابق، ص (١٣٢ـ١٣٢) .
٣ محمد أسد، منهاج الإسلام في الحكم، مرجع سابق، ص (٤٨) .
٤ عبد العزيز البدري، حكم الإسلام في الاشتراكية، ط (٥) ، المكتبة العلمية، المدينة المنورة، ١٩٨٣، ص (١٤٧) .

<<  <   >  >>