يجب أن لا يكون الهدف هو ذات التأليف أو لمجرد المزاحمة بل يجب أن تكون الحاجة للمؤلَّف هي الداعية للتأليف والحاجة قال عنها حاجي خليفة ... (ثم إن التأليف على سبعة أقسام لا يؤلِف عالم عاقل إلا فيها وهي إما شيء لم يسبق إليه فيخترعه أو شيء ناقص يتممه أو شيء مغلق يشرحه أو شيء طويل يختصره دون أن يخل بشيء من معانيه أو شيء متفرق يجمعه أو شيء مختلط يرتبه أو شيء أخطأ فيه مصنف فيصلحه. وينبغي لكل مؤلف كتاب في فن قد سبق إليه أن لا يخلو كتابه من خمس فوائد استنباط شيء كان معضلا أو جمعه إن كان مفرقا أو شرحه إن كان غامضا أو حسن نظم وتأليف أو إسقاط حشو وتطويل)(١) فالعمل الدعوي تجارة مع الله ليست تجارة مادية بالدرهم والدينار، فالتجارة المادية الحرة مبناها على المنافسة فالبقاء للأقوى. أما العمل الدعوي فإنه يختلف فإذا رأى الداعية أن غيره قد قام بما يرى أنه يريد القيام به فليحمد الله على أن قد قام بالمهمة عنه غيره والمجال واسع فليبحث عن مجال آخر، بمعنى أنه ليس من أهداف الدعاة تحطيم الذوات والتقليل من الشأن بل يشد بعضهم بعضا، فيؤيدون، ويناصرون، ويسددون، ويقاربون، ويوجهون، وينصحون، ولا يفضحون.
(١) كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون ١ / ٣٦ ن ٣٥.