للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الله عنه -, وفوق هذا كله فالثائرون يفصحون عن هدفهم ويقولون: ضعوه على ما شئتم لا حاجة لنا في هذا الرجل ليعتزلنا ونحن نعتزله) (١) وعلاوة على ذلك هناك ما يؤكد تزوير هذا الكتاب، إذ ليس هو الكتاب الوحيد الذي يزوّر على لسان الصحابة، فهذه عائشة - رضي الله عنه -، تُتهم بأنها كتبت إلى الناس تأمرهم بالخروج على عثمان فتنفي وتقول: لا والذي آمن به المؤمنون وكفر به الكافرون ما كتبت لهم سواداً في بياض حتى جلست مجلسي هذا (٢) وما تلك اليد الخفية التي كانت تخط وراء الستار لتوقع الفرقة بين المسلمين، وتضع في سبيل ذلك الكتب على لسان الصحابة وتدبر مكيدة الكتاب المرسل إلى عامل عثمان على مصر، وتستغل الأمور لتقع الفتنة بالفعل إلا يد ذلك اليهودي الخبيث وأتباعه، فهم المحركون للفتنة. يقول عنه الشيخ الدكتور إحسان إلهي ظهير (ولقد أجمع المؤرخون قاطبة شيعة كانوا أم أهل السنة، أن الذي أضرم نار الفتنة والفساد، ومشى بين المدن والقرى بالتحريض والإغراء على أمير المؤمنين، وخليفة المسلمين عثمان بن عفان، ذي النورين - رضي الله عنه -، كان هذا اللعين وشرذمته اليهودية، وهم الذين أوقدوا نار العصيان، وأشعلوها كلما خمدت نيرانها، وكان يتجول من بلدة إلى بلدة، ويتنقل من قرية إلى قرية،) (٣) ولنذكر لك أخي القاري الكريم مجموعة من التهم الملفقة التي وجهت إلي سيدنا عثمان بن عفان - رضي الله عنه -، والتي استحلوا بها دمهُ رحمه الله ورضي عنه وأرضاه، وقتل مظلوماً في داره، وهو الشهيد التقي النقي الذي تجاوز الثمانين من عمره وقطعت كف زوجته نائلة وهي تدافع عنه، كما سنرويه لك مفصلاً في هذا الباب وكان مقتلهُ بمثابة الشرارة الكبرى في


(١) - تاريخ الطبري (٢/٦٥٣) بتصرف، وأنظر استشهاد عثمان ووقعة الجمل ص٨٧-٩٩.
(٢) - البداية والنهاية (٧ / ١٩٢) وكذلك تاريخ خليفة بن خياط ص٨٠.
(٣) –الشيعة والسنة إحسان إلهي ظهير ص١٢.

<<  <   >  >>