أنا كغيري من شباب أهل السنة الذين رزقهم الله حب أصحاب رسوله - صلى الله عليه وسلم -، فعندما أخبرني أستاذي الفاضل الأستاذ محمد بو حليقة بأنه اختصني للبحث في هذا الموضوع، وذلك إحساساً منهُ للظن بي، بقيتُ عدة أيام وأنا متردد في البحث وجالت في ذهني عدة خواطر، حاولت مراراً وتكراراً الاعتذار عن الكتابة في هذا الموضوع، ولكنني استشرت من أثق بمشورتهم من أصدقائي، فتنوعت آراؤهم بين مؤيد يُحسن الظن بي ويرى إنني أستطيع الوصول إلى الحقيقة والتعبير عنها، وبين معارض يرى أن هذا الموضوع لا يبحث مطلقاً، وهناك طائفة أخرى من الأصدقاء أنا لا أبالي بهم، ولا بأقوالهم المثبطة، ففيهم شبه ممن قال اللهُ فيهم (لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا)" التوبة.الآية٤٧ "، وبعد الاستخارة مرات ومرات شرح الله صدري للبحث، وشرعت في تجميع المصادر من هنا وهناك، فوالله لقد تحصلت على بعض المراجع التي ما كنتُ أحلمُ بها، ولولا أن العام الدراسي داهمني على الانقضاء وأنا منتسب ولدي تسع مواد أخرى تحتاج إلى اهتمام ودراسة لما توقفت عن تطوير هذا البحث وتنويره، وأرى أن هذا البحث موجز ولذلك سميتهُ "الوجيز المفيد في تبيان أسباب ونتائج قتل عثمان بن عفان رضي الله عنه" ولا يزال يستحق إلى دراسة عميقة ومتأنية، وكما قال العماد الأصفهاني:" إني رأيتُ أنه لا يكتب أحد كتاباً في يومه إلا قال في غَدِهِ: لوُ غَّيرَ هذا لكان أحسن ولو زيَّد هذا لكان يُستحَسن ولو قُدَّم هذا لكان أفضل ولو تُرِك هذا لكان أجمل. وهذا أعظم العبر وهو دليل على استيلاء النقص على جملة البشر " أخي القاري الكريم لا أزعم أنني آتيك بشي جديد في هذا الموضوع من نفسي، إنما هي أقوال علماء بحثت عنها ورتبتها بطريقتي الخاصة فهو جهد بسيط يُضم إلى جهود بقية طلبة التاريخ في هذه الجامعة، ولدي تنبيهان اثنان أوّد أن أنبه عليهما كل من يطلع على هذا البحث وجعلتهما في