وولي دفنه ولما بويع الصديق يوم السقيفة كان علي من جملة من بايع بالمسجد وكان بين يدي الصديق كغيره من أمراء الصحابة يرى طاعته فرضاً عليه وأحب الأشياء إليه. ولما توفيت فاطمة بعد ستة أشهر-وكانت تغضب بعض الشيء على أبي بكر بسبب الميراث الذي فاتها من أبيها عليه السلام، ولم تكن اطلعت على النص المختص بالأنبياء وأنهم لا يورثون، فلما بلغها سألت أبا بكر أن يكون زوجها ناظراً على الصدقة فأبي ذلك عليها، فبقي في نفسها شيء على أبي بكر، واحتاج علي أن يداريها بعض المدارة، فلما توفيت جدد البيعة مع الصديق - رضي الله عنهم -، ولما توفي أبو بكر وقام عمر - رضي الله عنه -في الخلافة كان علي من جملة من بايعه ولم طُعِن عمر وجعل الشورى في ستة أحدهم علي - رضي الله عنه - ثم قُدِم عثمان بن عفان للخلافة فسمع له علي وأطاع. ولما قتل عثمان عدل الناس إلى علي فبايعوه , وقد امتنع علي من إجابته إلى قبول الإمارة حتى تكرر قولهم له وفر منهم إلى حائط بني عمرو بن مبدول وأغلق بابه فجاء الناس فطرقوا الباب وولجوا وجاءوا معهم بطلحة والزبير فقالوا له: إن الأمر لا يمكن بقاءه بلا أمير , ولم يزالوا به حتى أجاب) (١) .