(لما تولى علي بن أبي طالب الخلافة كان على الكوفة أبو موسى الأشعر ي على الصلاة وعلى الحرب القعقاع بن عمرو وعلى الخراج جابر بن فلان المزني , وعلى البصرة عبد الله بن عامر , وعلى مصر عبد الله بن سعد بن أبي سرح وقد تغلب على محمد بن أبي حذيفة , وعلى الشام معاوية بن أبي سفيان , وعلى حمص عبد الرحمن بن خالد بن وليد. وعلى قنسرين حبيب بن سلمة , وعلى الأردن أبو الأعور , وعلى فلسطين حكيم بن علقمة , وعلى أذربيجان الأشعث بن قيس , وعلى قرقيسيا جرير بن عبد الله البجلي , وعلى حلوان عتيبة بن النهاس , وعلى قيسارية مالك بن حبيب , وعلى همذان حبُيش وكان على بيت المال عقبة بن عمرو وعلى قضاء المدينة زيد بن ثابت ولما قتل عثمان بن عفان خرج النعمان بن بشير ومعه قميص عثمان متضمخ بدمه ومعه أصابع نائلة التي أصيبت حين حاجفت عنه بيدها , فقطعت مع بعض الكف فورد على معاوية بالشام فوضعه معاوية على المنبر ليراه الناس , وعلق الأصابع في كم القميص وندب الناس للأخذ بهذا الثأر والدم وصاحبه فتباكى الناس حول المنبر وجعل القميص يرفع تارة ويوضع تارة والناس يتباكون حوله سنة وحث بعضهم البعض على الأخذ بثأره واعتزل أكثر الناس النساء في هذا العام وقام في الناس معاوية وجماعة من الصحابة معه يحرضون الناس على المطالبة بدم عثمان ممن قتله من أولئك الخوارج: منهم عبادة بن الصامت وأبو الدر داء وأبو أمامه وعمرو بن عنسبة وغيرهم من الصحابة ومن التابعين: شريك بن حباشة وأبو مسلم الخولاني وعبد الرحمن بن غنم وغيرهم من التابعين , ولما استقر أمر بيعة علي دخل عليه طلحة والزبير ورؤوس الصحابة - رضي الله عنهم - وطلبوا منه إقامة الحدود والأخذ بدم عثمان فاعتذر إليهم بأن هؤلاء لهم مدد وأعوان وأنه لا يمكنه ذلك يومه هذا)(١) .