(استهلت هذه السنة وقد ولى علي بن أبي طالب نواباً على الأمصار , فولى عبد الله بن عباس على اليمن وولى سمرة بن جندب على البصرة وعمارة بن شهاب على الكوفة وقيس بن سعد بن عبادة على مصر وعلى الشام سهل بن حنيف بدل معاوية، فسار حتى بلغ تبوك فتلقته خيل معاوية فقالوا: من أنت؟ فقال: أمير فقالوا: على أي شئ؟ قال على الشام فقالوا إن كان الذي بعثك عثمان فحي هلا بك وإن كان غيره فارجع , وأما قيس بن عبادة فاختلف عليه أهل مصر فبايع له الجمهور وقالت طائفة: لا نبايع حتى نقتل قتلة عثمان وكذلك أهل البصرة وانتشرت الفتنة وتفاقم الأمر وبعث علي إلى معاوية كتباً كثيرة فلم يرد عليه جوابها وتكرر ذلك مراراً إلى الشهر الثالث من مقتل عثمان ثم عزم علي - رضي الله عنه -على قتال أهل الشام وكتب إلى مصر والكوفة يستنفرهم للقتال وخرج من المدينة واستخلف عليها قثم بن العباس وجاء إليه الحسن بن علي فنهاه فلم يقبل منه ولم يبق شئ إلا خرج من المدينة قاصداً إلى الشام حتى جاءه ما شغله عن ذلك كله وهو ما سنورده)(١)