بها من أهل البصرة من أراد أن يكون معها وخرج عثمان بن حنيف بالجيش فاجتمعوا بالمربد فتناور طوائف من أطراف الجيش فتراموا بالحجارة ثم تحاجر الناس وجاء حارثة بن قدامه السعدي فقال: يا أم المؤمنين، والله لقتل عثمان أهون علي من خروجك من بيتك على هذا الجمل عرضة للسلاح، وأقبل حكيم بن جبلة. وكان على خيل عثمان بن حنيف فانشب القتال وجعل أصحاب أم المؤمنين يكفون أيديهم ويمتنعون من القتال، وحجز الليل بينهم فلما كان اليوم الثاني قصدوا للقتال فاقتتلوا قتالا شديداً إلى أن زال النهار وقتل خلق كثير من أصحاب عثمان بن حنيف وكثرت الجراح في الفريقين وبعد شئ من الهدنة المؤقتة بعث طلحة والزبير إلى عثمان بن حنيف أن يخرج إليهما فأبى ووقع من رعاع الناس من أهل البصرة كلام وضرب فقتل منهم نحو أربعين رجلاً ودخل الناس على عثمان بن حنيف قصره فأخرجوه إلى طلحة والزبير , ولم يبق في وجهه شعرة إلا نتفوها ثم قام طلحة والزبير بتولية بيت المال لعبد الرحمن بن أبي بكر وقسموا أموال بيت المال في الناس وفضلوا أهل الطاعة فحمى لذلك جماعة من قوم عثمان وأنصارهم , فركبوا في جيش قريب من ثلاثمائة ومقدمهم حكيم بن جبلة وهو أحد من باشر قتل عثمان - رضي الله عنه - , فبارزوا وقاتلوا , فضرب رجلٌ رِجلُ حكيم بن جبلة فقطعها ثم مات حكيم قتيلاً ومعهُ نحو من سبعين من قتلة عثمان وأنصارهم أهل المدينة. وقد كانت هذه الوقعة لخمس ليالي بقين من الربيع الأخر سنة ست وثلاثين) (١) .
مسير علي بن أبي طالب إلى البصرة بدلاً من الشام ووقعة الجمل