بن علي في منامه أنه مكتوب بين عينيه، (قل هو الله أحد) ففرح بذلك فبلغ ذلك سعيد بن المسيب فقال: إن كان رأى هذه الرؤيا فقلَّ ما بقي من أجله. قال: فلم يلبث الحسن بن علي بعد ذلك إلا أياماً حتى مات. وروى أبو بكر بن أبي الدنيا عن عمير بن إسحاق، قال:" دخلت أنا ورجل آخر من قريش على الحسن بن علي فقام فدخل المخرج ثم خرج فقال: لقد لفظت طائفة من كبدي أقلبها بهذا العود , ولقد سقيت السم مراراً وما سقيت مرة هي أشد من هذه، قال: وجعل يقول لذلك الرجل سلني قبل أن لا تسألني. فقال: ما أسألك شيئاً يعافيك الله، قال: فخرجنا من عنده ثم عدنا إليه من الغد، وقد أخذ في السوق فجاء حسين حتى قعد عند رأسه فقال: أي أخي! من صاحبك؟ قال: تريد قتله , قال نعم! قال: لئن كان صاحبي الذي أظن الله أشد نقمة. وفي رواية: فالله أشد بأساً وأشد تنكيلاً , وإن لم يكن هو ما أحب أن تقتل بي بريئاً. ورواه محمد بن سعد عن ابن علية عن ابن عون. وقال أبو نعيم: " لما أشتد بالحسن بن علي الوجع جزع فدخل عليه رجل فقال له: يا أبا محمد ما هذا الجزع؟ وما هو إلا أن تفارق روحك جسدك فتقدم على أبويك علي وفاطمة وعلى جديك النبي - صلى الله عليه وسلم - وخديجة وعلى أعمامك حمزة وجعفر , وعلى أخوالك القاسم الطيب والطاهر وإبراهيم، وعلى خالاتك زينب ورقية وأم كلثوم، قال: فسري عنه. وقيل: إن القائل له ذلك أخوه الحسين وأن الحسن قال له: يا أخي إني أدخل في أمرٍ من أمر الله لم أدخل في مثله، وأرى خلقاً من خلق الله لم أرَ مثله قط، قال: فبكى الحسين - رضي الله عنهم -. رواه عباس الدوري عن ابن معين، ورواه بعضهم عن جعفر بن محمد عن أبيه فذكر نحوهما. وتوفي الحسن وهو ابن سبع وأربعين سنة والمشهور أنه مات سنة ٤٩ هـ) (١)