وقد عرفت من هذا أن محل التحقيق هو ما إذا كان العلم قد حصل فيه اشتراك عارضه بأن سمي به اثنان أو أكثر, وأن محل التقدير هو ما إذا لم يحصل بالفعل اشتراك عارض في العلم. «فيجري مجرى نكرة» غيره أو مجرى نكرة ليست العلمية سابقة على كونها نكرة, فبهذه الصفة التي قدرناها يندفع ما قد يقال: إذا نكر العلم فهو نكرة, فما معنى كونه يجري مجرى نكرة؟ . «ويسلب» العلم «التعيين بالتثنية والجمع» لتغير الصورة التي وقعت التسمية بها, لما سبق, ولا فرق بين أن يكون الجمع مكسرًا أو مصححًا, مذكرًا أو مؤنثًا, كالخوالد والهنود والزيدين والزينبات.
وكان ينبغي أن يقول: ويجب التنكير عند إرادة التثنية والجمع. لئلا يتوهم بتغيير العبارة أن هذا شيء مخالف لما تقدم بالنسبة إلى التنكير. «فيجبر بحرف التعريف» إن أردت تعريفه, وإلا فليس هذا بأبعد من العلم المفرد, وأنت تقول: رب لقيته. وقالوا: لكل فرعون موسى. فكذا تقول: رأيت زيودًا وهنودًا قال.
رأيت سعودا من شعوب كثيرة ... فلم أر سعدا مثل سعد بن مالك
وقد ضمنت شطر هذا البيت في زمن الصبا مادحًا للمصنف فقلت: