وبعضهم يخص هذا الحكم بالذي والتي وتثنيتها وجمعهما, ولا يجوز في غيرها إلا الغيبة, وظاهر كلام المصنف التعميم.
واحترز بقوله:(مقدم) من أن يكون المخبر عنه مؤخرًا نحو: الذي قام أنا أو أنت, فيتعين الغيبة, وهو مذهب الفراء, ومقتضى أصول البصريين.
قال ابن قاسم: وهو الصحيح؛ لأنهم يمنعون الحمل على المعنى قبل تمام الكلام. وأجاز الكسائي ذلك مع التأخير. «ما لم يقصد تشبيهه» أي تشبيه المخبر عنه «بالمخبر به, فيتعين الغيبة» نحو: أنا في الشجاعة الذي قتل مرحبًا تريد عليًا كرم الله وجهه, وكذا في المخاطب نحو: أنت الذي قتل مرحبًا, وذلك لأن المعنى على حذف مثل, ولو صرح بها تعينت الغيبة. «ودون التشبيه يجوز الأمران» الحضور والغيبة «إن وجد ضميران» نحو: أنا الذي قام وأكرمت زيدًا, وأنت الذي قام وأكرمته, وتعكس فتقول: أنا الذي قمت وأكرم, وأنت الذي قمت وأكرم, والأحسن البداية بالحمل على اللفظ كقول بعض الأنصار:
نحن الذين بايعوا محمدا ... على الجهاد ما بقينا أبدا