أما صورة اللبس فنحو: أعط من سألك, لا من سألتك. بإلحاق علامة التأنيث للفعل الثاني؛ إذ لو لم تلحقها - مع إرادتك للمؤنث - حصل الإلباس.
وأما القبح فمثل: من هي حمراء أمتك, فإنك لو راعيت اللفظ فقلت: من هو [أحمر أمتك, أو من هو] حمراء أمتك, لكان في غاية القبح, فتجب رعاية المعنى.
«مطلقًا» سواء كانت الصفة مما يفرق بين مؤنثها ومذكرها بتاء التأنيث كمسحنة, أو لا كحمراء. «خلافًا لابن السراج في نحو: من هي محسنة أمك» فإنه لا يوجب رعاية المعنى, بل يجوز رعاية اللفظ والمعنى, فتقول على مذهبه: من هي محسنة أمك, ومن هو محسن أمك, وشبهته أن (محسنًا) شبيه بمرضع ونحوه من الصفات الجارية على الإناث بلفظ خال من علامة, بخلاف أحمر, فإن إجراءه على المؤنث لم يقع.
قال ابن هشام: والمصنف لما يمثل بحمراء يقول: أمتك, وبمحسن أو محسنة يقول أمك, فلينظر في وجه ذلك.
قلت: الأمر فيه سهيل, وكأن الحامل [له] على ذلك ذكر الأم بأحسن