صفاتها, من حيث هي أم مع رعاية الأدب في عدم مواجهة المخاطب يذكر ما يرجع إلى صفة جمال تتعلق بأمه, وأما الأمة فذكرها بما تمدح به من حيث هي أمة, وهو ما يرجع إلى حسن لونها, وليس في ذكرها بذلك إخلال بالأدب, والأمر في ذلك قريب. «فإن حذف هي» وقيل: من محسن أمك. «سهل التذكير» ..
قال المصنف: أجاز ابن السراج (من هي محسن أمك, ومن محسن, فأما من محسن فقريب, وأما) من هي محسن ففيه من القبح قريب مما في (من هي أحمر) فوجب اجتنابهما.
وقد تلخص من كلام المصنف ثلاثة مسائل:
إحداها من هي حمراء أمتك, وضابطها أن تخبر عن الموصول بمبتدأ مغاير للفظه, وتكون الصلة مبتدأ وخبرًا, وذلك الخبر لا يوافق خبر الموصول, إذا روعي لفظ الموصول, ولا يشبه ما يوافقه, فهذه يجب فيها مراعاة المعنى في جزأي الصلة جميعًا فيقال: من هي حمراء أمتك. وتمتنع مراعاة اللفظ فيهما معًا, فلا يقال: من هو أحمر أمتك, وفي الأول دون الثاني, فلا يقال: من هو حمراء أمتك, وعكسه, فلا يقال: من هي أحمر أمتك, كما أن مسألة الإلباس يتعين فيها رعي المعنى, ويمتنع رعي اللفظ, والعلة في المنع هنا القبح, وذلك في الثانية والثالثة من وجهين: تخالف الخبر والمخبر عنه في