وعلة إلحاق (هلهل) بأفعال الشرع أشدية المقاربة فيه، وتركيبه يدل على المبالغة، كـ (زلزل) و (صرصر) فلما كان للمبالغة في القرب لحق الأفعال الدالة على الشروع فاستعمل [خبره] بدون (أن) نحو: هلهلت أقوم.
وإنما لزم كون الخبر فيما هو للشروع مضارعًا مجردًا عن (أن)، ولم يجعل اسمًا ولا فعلًا ماضيًا ولا مضارعًا مقترنًا بـ (أن)؛ لأن المضارع المجرد عن علم الاستقبال ظاهر في الحال كما مر في بابه، فهو من حيث الفعلية يدل على الحدوث دون الاسم، بدليل أنك إذا قلت: كان زيد وقت الزوال قائمًا، لم يدل على حدث القيام في ذلك الوقت، ومن حيث ظهوره في الحال يدل على كونه مشتغلًا به دون الماضي، بدليل أنك إذا قلت: كان زيد وقت [الزوال] قام، دل على أنه كان فرغ من القيام في ذلك الوقت مع حدوث القيام، فلما قصد في هذه الأفعال حدوث مصدر خبرها، وكون فاعلها مشتغلًا به، وجب أن لا يكون اسمًا ولا ماضيًا ولا مضارعًا بـ (أن).
«و» مضارعًا «مقرونًا [بأن] مع (أولى) وما بعدها»، أي مع أربعة أفعال:(أولى)، وهو أحد أفعال المقاربة، وأفعال الترجي الثلاثة المذكورة بعدها، وهي:(عسى) و (حرى) و (اخلولق).
وكان ينبغي أن يسقط (عسى)، فيقول: مع (أولى) وما بعدها، إلا (عسى).لأنه سيذكرها في قسم ذي الوجهين.