إذا كنت عن أن تحسن الصمت عاجزاً ... فأنت عن الإبلاغ في القول أعجزُ
وقال أيضاً:
حتَّى متى أنت في الأيام تحسبها ... وإنما أنت منها بين يوميْنِ
يومٌ يوليّ ويومٌ أنتَ تأملهُ ... لعلهُ أجلبُ الأيامِ للحيْنِ
إنَّ داراً نحنُ فيها لدارٌ ... ليس فيها لمقيمٍ قرارُ
كم وكم قد حلَّها من أُناسٍ ... ذهب الليلُ بهمْ والنهارُ
فهمُ الركبُ أصابوا مناخاً ... فاستراحوا ساعةً ثم ساروا
وكذا الدُّنيا على ما رأينا ... يذهب النَّاس وتخلوا الديارُ
كلنا يكثر المذمة للدن ... يا وكلٌّ بحبها مغبونُ
والمقادير لا تناولها الأو ... هام لطفاً ولا تراها العيونُ
ما الناسُ إلاَّ معَ الدُّنيا وصاحبها ... وكيفَ ما انقلبتْ يوماً بهِ انقلبوا
يُعظّمونَ أخا الدُّنيا فإن وثبتْ ... يوماً عليهِ بما لا يُشتهى وثبوا
كمْ أُناسٍ رأيتَ أكرمتِ الدن ... يا ببعضِ الغرورِ ثم أهانتْ
كم أمورٍ قد كنتَ شدَّدتَ فيها ... ثم هوَّنتها عليكَ فهانتْ
ما كانَ رأيُ الفتى يدعو إلى رشدٍ ... إذا بدا لك رأيٌ مشكلٌ فقفِ
ما يُحرز المرءُ من أطرفهِ طرفاً ... إلاَّ تخونهُ النُّقصانُ من طرفِ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute