للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

أقللْ عتابَكَ فالبقاءُ قليلُ ... والدَّهر يعدلُ مرَّةً ويميلُ

لم أبكِ من زمن ذممت صروفَهُ ... إلاَّ بكيت عليه حينَ يزولُ

ولكلِّ نائبةٍ ألمَّت فرجةٌ ... ولكلِّ حالٍ أقبلت تحويلُ

والمنتمونَ إلى الصَّفاءِ جماعةٌ ... إن حصلوا أفناهمُ التَّحصيلُ

وأجلُّ أسباب المنيَّةِ والرَّدى ... يومٌ سيقطعُ بيننا ويحولُ

فلئنْ سبقت لتفجعنَّ بصاحبٍ ... حبلُ الصَّفاءِ بحبلهِ موصولُ

ولعلَّ أيَّامَ البقاءِ قليلةٌ ... فعلام يكثر عتْبنا ويطولُ

وقال أيضاً:

الدَّهرُ أقصرُ مدَّةً ... من أن يقطَّع بالعتابِ

أوْ أن يكدَّر ما صفا ... منهُ بهجرٍ واجتنابِ

فتغنم السَّاعات إنَّ ... ممرَّها مرُّ السَّحابِ

وقال آخر:

إلى كمْ يكونُ العتب في كلِّ ساعةٍ ... وأن لا تملين القطيعةَ والهجرا

رويدكِ إنَّ الدَّهرَ فيهِ كفايةٌ ... لتفريقِ ذات البينِ فانتظري الدَّهرا

وقال أحمد بن يوسف الكاتب:

يا ساخطاً من أن طربتُ لزلزلٍ ... لك حرمةٌ ولزلزلٍ إحسانُ

أغضبتَ من طربي على إحسانهِ ... أحسنْ لأغضبَ أيُّها الغضبانُ

وقال محمد بن عبد الرحمن العطوي:

إذا أنكرتَ أخلاق الصَّديق ... فلست من التحرّز في مضيقِ

طريقاً كنت تسلكها سليماً ... فأشيع جانبيك إلى طريقِ

وقال سعيد بن حميد:

<<  <   >  >>